منتدى العلوم الإنسانية لجامعة تبسة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى العلوم الإنسانية لجامعة تبسة

منتدى العلوم الإنسانية لجامعة تبسة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بكل الشؤون التربوية و العلمية للطلبة و تقديم الدعم و المشورة في كل ما يخص مشوارهم الجامعي


    قصيدة مؤثرة لنزار قباني في رثاء إبنه

    saddar1974
    saddar1974
    Admin


    عدد المساهمات : 20
    تاريخ التسجيل : 04/02/2010
    العمر : 49

    قصيدة مؤثرة لنزار قباني في رثاء إبنه Empty قصيدة مؤثرة لنزار قباني في رثاء إبنه

    مُساهمة  saddar1974 الأربعاء فبراير 10, 2010 8:24 pm

    هذه القصيدة قالها نزار في رثاء ابنه توفيق الذي توفي وهو في السابعة عشرة من عمره مصابا بمرض القلب وكانت وفاته صدمة كبيرة لنزار فكتب هذه القصيدة وهي بعنوان إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني .

    إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني

    مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات..
    ومقصوصة ، كجناح أبيك، هي المفردات
    فكيف يغني المغني؟
    وقد ملأ الدمع كل الدواة..
    وماذا سأكتب يا بني؟
    وموتك ألغى جميع اللغات..
    لأي سماء نمد يدينا؟
    ولا أحدا في شوارع لندن يبكي علينا..
    يهاجمنا الموت من كل صوب..
    ويقطعنا مثل صفصافتين
    فأذكر، حين أراك، عليا
    وتذكر حين تراني ، الحسين
    أشيلك، يا ولدي ، فوق ظهري
    كمئذنة كسرت قطعتين..
    وشعرك حقل من القمح تحت المطر..
    ورأسك في راحتي وردة دمشقية .. وبقايا قمر

    أواجه موتك وحدي..

    وأجمع كل ثيابك وحدي

    وألثم قمصانك العاطرات..

    ورسمك فوق جواز السفر

    وأصرخ مثل المجانين وحدي

    وكل الوجوه أمامي نحاس

    وكل العيون أمامي حجر

    فكيف أقاوم سيف الزمان؟

    وسيفي انكسر..

    سأخبركم عن أميري الجميل

    سأخبركم عن أميري الجميل

    عن الذي كان مثل المرايا نقاء، ومثل السنابل طولا..

    ومثل النخيل..

    وكان صديق الخراف الصغيرة، كان صديق العصافير

    كان صديق الهديل..

    سأخبركم عن بنفسج عينيه..

    هل تعرفون زجاج الكنائس؟

    هل تعرفون دموع الثريات حين تسيل..

    وهل تعرفون نوافير روما؟

    وحزن المراكب قبل الرحيل

    سأخبركم عنه..

    كان كيوسف حسنا.. وكنت أخاف عليه من الذئب

    كنت أخاف على شعره الذهبي الطويل

    ... وأمس أتوا يحملون قميص حبيبي

    وقد صبغته دماء الأصيل

    فما حيلتي يا قصيدة عمري؟

    إذا كنت أنت جميلا..

    وحظي جميلا..

    لماذا الجرائد تغتالني؟

    وتشنقني كل يوم بحبل طويل من الذكريات

    أحاول أن لا أصدق موتك، كل التقارير كذب،

    وكل كلام الأطباء كذب.

    وكل الأكاليل فوق ضريحك كذب..

    وكل المدامع والحشرجات..

    أحاول أن لا أصدق أن الأمير الخرافي توفيق مات..

    وأن الجبين المسافر بين الكواكب مات..

    وأن الذي كان يقطف من شجر الشمس مات..

    وأن الذي كان يخزن ماء البحار بعينيه مات..

    فموتك يا ولدي نكتة .. وقد يصبح الموت أقسى النكات

    أحاول أن لا أصدق . ها أنت تعبر جسر الزمالك،

    ها أنت تدخل كالرمح نادي الجزيرة، تلقي على الأصدقاء التحيه،

    تمرق مثل الشعاع السماوي بين السحاب وبين المطر..

    وها هي شفتك القاهرية، هذا سريرك، هذا مكان

    جلوسك، ها هي لوحاتك الرائعات..

    وأنت أمامي بدشداشة القطن، تصنع شاي الصباح،

    وتسقي الزهور على الشرفات..

    أحاول أن لا أصدق عيني..

    هنا كتب الطب ما زال فيها بقية أنفاسك الطيبات

    وها هو ثوب الطبيب المعلق يحلم بالمجد والأمنيات

    فيا نخلة العمر .. كيف أصدق أنك ترحل كالأغنيات

    وأن شهادتك الجامعية يوما .. ستصبح صك الوفاه!!

    أتوفيق..

    لو كان للموت طفل، لأدرك ما هو موت البنين

    ولو كان للموت عقل..

    سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين

    ولو كان للموت قلب .. تردد في ذبح أولادنا الطيبين.

    أتوفيق يا ملكي الملامح.. يا قمري الجبين..

    صديقات بيروت منتظرات..

    رجوعك يا سيد العشق والعاشقين..

    فكيف سأكسر أحلامهن؟

    وأغرقهن ببحر الذهول

    وماذا أقول لهن حبيبات عمرك، ماذا أقول؟

    أتوفيق ..

    إن جسور الزمالك ترقب كل صباح خطاك

    وإن الحمام الدمشقي يحمل تحت جناحيه دفء هواك

    فيا قرة العين .. كيف وجدت الحياة هناك؟

    فهل ستفكر فينا قليلا؟

    وترجع في آخر الصيف حتى نراك..

    أتوفيق ..

    إني جبان أمام رثائك..

    فارحم أباك...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 9:19 am